تلك القضيّة التي تحتوي على بُعدين:
البُعد الأوّل: وفيه مؤشّرات الضعف والوهن الذي يعتري المسلمين شعوباً وأنظمةً وبلداناً ومجتمعات.
البُعد الثاني: وفيه مؤشّرات الاستكبار وأمارات مشاريعه ومخطّطاته الدنيئة التي يهدف من خلالها إلى الهيمنة على العالم الإسلاميّ بجميع طاقاته ومقدّراته وثرواته.
وقد حاول الإمام الخمينيّ أن يكشف لأمّة الإسلام أنّه لولا الضعف والوهن في عالم المسلمين، ولولا الانقسام والتشرذم في صفوفهم، لَما استطاع حفنة من اليهود الصهاينة، القليلي العدد، والمشتّتين في أصقاع الأرض، أن يجتمعوا ويتآمروا على هذه الأمّة، وأن يخطّطوا للانقضاض عليها، من خلال التواجد في قلبها، وبناء القاعدة المكينة للتغلغل والنفوذ إلى دولها الضعيفة، وإماراتها الممزّقة، وكياناتها المتباعدة، كمقدّمةٍ للسيطرة على الأرض والثروات والمقدّرات.
وأمّا الأسباب الرئيسيّة التي تقف وراء هذا الضعف والهزال، فيختصرها الإمام الراحل في الحكّام والرؤساء والزعماء والملوك والأمراء والحكومات والإدارات والسلطات والأنظمة الحاكمة في دول المسلمين.. وهو بذلك يريد أن يضع النقاط على الحروف، وأن يؤشّر إلى مكامن الداء الحقيقيّة، دون مواربة، ودون مهابةٍ من أحد، أو مجاملةٍ لأحد؛ فالقضيّة لا تحتمل شيئاً من ذلك، فهذه فلسطين قد ضاعت، وهذه الأمّة تغرق في مستنقعات الضعف واليأس، وفي ظلّ استمرار هذا الوضع المزري والمتردّي، وفي ظلّ استمرار الشعوب الإسلاميّة في التقاعس عن القيام بواجب التصدّي والمواجهة مع هذا الكيان السرطانيّ، فإنّ المستقبل لا يبشّر بخير أبداً، ونحن نقف اليوم أمام مفترق طرق:
ـ فإمّا أن تُفتضح طبقة الحكّام الخونة والعملاء، لتستيقظ الشعوب الآن، وتنتبه إلى ضرورة الإسراع في إسقاطهم وتغييرهم، أو ـ على الأقلّ ـ العمل على مجانبة أو إفشال مشاريعهم ومؤامراتهم.
ـ وإمّا أن تستمرّ الغفلة على حالها، ولا تستيقظ هذه الشعوب إلّا بعد فوات الأوان، وعلى وقع الخطر الداهم، لا على الشعوب فحسب، بل حتى على الأنظمة والدول أيضاً، من جرّاء بقاء هذا الكيان الغاصب الذي لا يريد في نهاية المطاف سوى حكّامٍ عبيدٍ له، ومنفّذين لمشاريعه، وعلى أهبّة الاستعداد دائماً للقيام بالأعمال القذرة نيابةً عنه!!
وبطبيعة الحال، لم يكن من المنطقيّ أبداً التعويل على الحكّام العرب؛ إذ لا يخفى على أحدٍ طبيعة العلاقة المشبوهة والمحرّمة التي تجمعهم بمحور الدول الداعمة لـ "إسرائيل"، فحكّام العرب بين صنيعةٍ لتلك الدول، وبين من يخشى غضبها وسخطها، وبين من يرتمي في أحضانها لتؤمّن له مشروعيّةً هو يفتقدها في بلده، وبين شعبه وناسه... وإذا كان هذا هو حال الحكّام، فالمنطق لا يسمح أبداً بالوثوق بهم، أو بالتعويل عليهم؛ إذ هم مكبّلون إلى أطماعهم ومصالحهم، وضمائرهم ميتة منذ زمن، وهم لا يقوون على التحرّك، وإن أرادوا ذلك..
وأمّا الشعوب، فإنّ لديها هامشاً أوسع من التحرّك، وضمائر أكثر صحوةً ويقظة، وهي أقلّ اهتماماً بردود الفعل التي يمكن أن تصدر من جانب القوى الاستكباريّة.. وهي ـ فوق هذا وذاك ـ يختلج في صدورها العشق للقدس والأقصى وسائر المقدّسات، والحنين إلى ربوع فلسطين وترابها وهضابها وتلالها وسهولها ووديانها..
لذلك، فإنّ هذه الشعوب، كانت، ولا تزال، تتطلّع إلى قياداتٍ ذات انتماء أصيلٍ إلى هذه الأمّة، قيادات تعيش حالة الصدق واللّهفة تجاه الحقوق المهدورة للشعوب المستضعفة..
ومن جانبٍ آخر، فقد ملّت هذه الشعوب حالة الخيانة والمهانة والجبن والضعة والتآمر من قبل أكثريّة الحكّام المتقلّدين للسلطة في بلاد المسلمين، الذين يعملون عادةً لتقوية مواقعهم الشخصيّة وتثبيت كراسيّهم وعروشهم على حساب قوّة الأمّة وعزّتها وكرامتها وعنفوانها، والذين يستمدّون عادةً حضورهم وبقاءهم من العدوّ الذي ينهب خيرات وثروات شعوبهم وبلدانهم.
كما أنّ الشعوب المستضعفة قد ملّت الوضع الذي تعيشه منذ عقودٍ من الزمن، الحالة التي يقفون فيها موقف المتفرّج على المشاهد الدامية والمروّعة التي يُحدثها الإرهاب الصهيونيّ على أرض فلسطين، دون القدرة على القيام بأيّ ردّة فعلٍ، سوى التنهّد، والتأسّف، والتحسّر، وإطلاق الزفرات.. لقد ملّت تلك الشعوب من أن تكون على مقربةٍ من فلسطين، ولكنّها في الوقت نفسه تبدو على مسافة آلاف الأميال منها.. ملّت أن تكون قريبةً منها مكاناً، بعيدةً عنها من حيث القدرة على الوصول والتأثير، أو القدرة على مدّ يد العون، أو التخفيف من آلام وجراحات الأمّهات في فلسطين الحبيبة.
البُعد الأوّل: وفيه مؤشّرات الضعف والوهن الذي يعتري المسلمين شعوباً وأنظمةً وبلداناً ومجتمعات.
البُعد الثاني: وفيه مؤشّرات الاستكبار وأمارات مشاريعه ومخطّطاته الدنيئة التي يهدف من خلالها إلى الهيمنة على العالم الإسلاميّ بجميع طاقاته ومقدّراته وثرواته.
وقد حاول الإمام الخمينيّ أن يكشف لأمّة الإسلام أنّه لولا الضعف والوهن في عالم المسلمين، ولولا الانقسام والتشرذم في صفوفهم، لَما استطاع حفنة من اليهود الصهاينة، القليلي العدد، والمشتّتين في أصقاع الأرض، أن يجتمعوا ويتآمروا على هذه الأمّة، وأن يخطّطوا للانقضاض عليها، من خلال التواجد في قلبها، وبناء القاعدة المكينة للتغلغل والنفوذ إلى دولها الضعيفة، وإماراتها الممزّقة، وكياناتها المتباعدة، كمقدّمةٍ للسيطرة على الأرض والثروات والمقدّرات.
وأمّا الأسباب الرئيسيّة التي تقف وراء هذا الضعف والهزال، فيختصرها الإمام الراحل في الحكّام والرؤساء والزعماء والملوك والأمراء والحكومات والإدارات والسلطات والأنظمة الحاكمة في دول المسلمين.. وهو بذلك يريد أن يضع النقاط على الحروف، وأن يؤشّر إلى مكامن الداء الحقيقيّة، دون مواربة، ودون مهابةٍ من أحد، أو مجاملةٍ لأحد؛ فالقضيّة لا تحتمل شيئاً من ذلك، فهذه فلسطين قد ضاعت، وهذه الأمّة تغرق في مستنقعات الضعف واليأس، وفي ظلّ استمرار هذا الوضع المزري والمتردّي، وفي ظلّ استمرار الشعوب الإسلاميّة في التقاعس عن القيام بواجب التصدّي والمواجهة مع هذا الكيان السرطانيّ، فإنّ المستقبل لا يبشّر بخير أبداً، ونحن نقف اليوم أمام مفترق طرق:
ـ فإمّا أن تُفتضح طبقة الحكّام الخونة والعملاء، لتستيقظ الشعوب الآن، وتنتبه إلى ضرورة الإسراع في إسقاطهم وتغييرهم، أو ـ على الأقلّ ـ العمل على مجانبة أو إفشال مشاريعهم ومؤامراتهم.
ـ وإمّا أن تستمرّ الغفلة على حالها، ولا تستيقظ هذه الشعوب إلّا بعد فوات الأوان، وعلى وقع الخطر الداهم، لا على الشعوب فحسب، بل حتى على الأنظمة والدول أيضاً، من جرّاء بقاء هذا الكيان الغاصب الذي لا يريد في نهاية المطاف سوى حكّامٍ عبيدٍ له، ومنفّذين لمشاريعه، وعلى أهبّة الاستعداد دائماً للقيام بالأعمال القذرة نيابةً عنه!!
وبطبيعة الحال، لم يكن من المنطقيّ أبداً التعويل على الحكّام العرب؛ إذ لا يخفى على أحدٍ طبيعة العلاقة المشبوهة والمحرّمة التي تجمعهم بمحور الدول الداعمة لـ "إسرائيل"، فحكّام العرب بين صنيعةٍ لتلك الدول، وبين من يخشى غضبها وسخطها، وبين من يرتمي في أحضانها لتؤمّن له مشروعيّةً هو يفتقدها في بلده، وبين شعبه وناسه... وإذا كان هذا هو حال الحكّام، فالمنطق لا يسمح أبداً بالوثوق بهم، أو بالتعويل عليهم؛ إذ هم مكبّلون إلى أطماعهم ومصالحهم، وضمائرهم ميتة منذ زمن، وهم لا يقوون على التحرّك، وإن أرادوا ذلك..
وأمّا الشعوب، فإنّ لديها هامشاً أوسع من التحرّك، وضمائر أكثر صحوةً ويقظة، وهي أقلّ اهتماماً بردود الفعل التي يمكن أن تصدر من جانب القوى الاستكباريّة.. وهي ـ فوق هذا وذاك ـ يختلج في صدورها العشق للقدس والأقصى وسائر المقدّسات، والحنين إلى ربوع فلسطين وترابها وهضابها وتلالها وسهولها ووديانها..
لذلك، فإنّ هذه الشعوب، كانت، ولا تزال، تتطلّع إلى قياداتٍ ذات انتماء أصيلٍ إلى هذه الأمّة، قيادات تعيش حالة الصدق واللّهفة تجاه الحقوق المهدورة للشعوب المستضعفة..
ومن جانبٍ آخر، فقد ملّت هذه الشعوب حالة الخيانة والمهانة والجبن والضعة والتآمر من قبل أكثريّة الحكّام المتقلّدين للسلطة في بلاد المسلمين، الذين يعملون عادةً لتقوية مواقعهم الشخصيّة وتثبيت كراسيّهم وعروشهم على حساب قوّة الأمّة وعزّتها وكرامتها وعنفوانها، والذين يستمدّون عادةً حضورهم وبقاءهم من العدوّ الذي ينهب خيرات وثروات شعوبهم وبلدانهم.
كما أنّ الشعوب المستضعفة قد ملّت الوضع الذي تعيشه منذ عقودٍ من الزمن، الحالة التي يقفون فيها موقف المتفرّج على المشاهد الدامية والمروّعة التي يُحدثها الإرهاب الصهيونيّ على أرض فلسطين، دون القدرة على القيام بأيّ ردّة فعلٍ، سوى التنهّد، والتأسّف، والتحسّر، وإطلاق الزفرات.. لقد ملّت تلك الشعوب من أن تكون على مقربةٍ من فلسطين، ولكنّها في الوقت نفسه تبدو على مسافة آلاف الأميال منها.. ملّت أن تكون قريبةً منها مكاناً، بعيدةً عنها من حيث القدرة على الوصول والتأثير، أو القدرة على مدّ يد العون، أو التخفيف من آلام وجراحات الأمّهات في فلسطين الحبيبة.