أثارت صورة يتم تداولها حاليا بشكل كثيف على الانترنت وفي موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، وتُظهر شخصا نائما وهو يفترش الأرض رفقة كلاب ضالة في إحدى المدن المغربية، نقاشا وسجالا وسط رواد الشبكة العنكبوتية، بين متأسف للحالة المزرية للشاب "المُتشرد" وبين من عزا المسؤولية كاملة للدولة، فيما أرجع آخرون هذا الوضع إلى الشباب أنفسهم.
واعتبر معلقون بأن الصورة "المأساوية" التي يبدو عليها هذا الشاب ليست استثناء في بلد كالمغرب، فمثله المئات والآلاف من الأشخاص الذين جعلوا من الأرض فراشا ومن السماء سقفا ومن الرصيف وسادة، في الحر والقر، سيان بالنسبة إليهم، وكثيرون من المغاربة يرون هذه الصورة يوميا في ذهابهم ومجيئهم دون أن يرف لهم جفن.
وأبدى ناشطون فايسبوكيون أسفهم من الوضع المقلق الذي بات عليه عدد من الشباب المغربي الذين سُدت في وجوههم الأبواب كافة، حتى أنهم لم يأنسوا إلى شيء مثل أنسهم إلى افتراش الأرض لحافا في هدوء وأمان بمرافقة الكلاب دون أدنى خوف منهم، ليزيد معلق قائلا "كيف يخشى هذا الشاب من الكلاب التي تضطجع بجانبه وتحرسه فوق رأسه، وهو قد أضحى يعيش عيشهم وصارت هاته الحيوانات جزء رئيسا من عالمه المُغلق الخاص.
وتابع معلق آخر بأن هذا الشاب نموذج لمن سماهم "المُعذبين" في الأرض في المملكة السعيدة، وبأن مأساته الاجتماعية التي جعلته يفضل التعايش مع الكلاب على أن يقترب من البشر، فقد وجد فيها ـ أي الكلاب ـ القلب الرحيم الذي يشفق وحن عليه ويتفهم حاله، أما "بنو آدم" فالأنانية طغت عليهم وسوّدت أفئدتهم.
وحمّل فايسبوكيون مسؤولية مثل هذا الوضع البئيس إلى الحكومة التي لا تنتبه إلى خطورة مثل هذه الحالات الاجتماعية "القاسية" التي لا يمكن القبول بها في مغرب القرن 21، ليردف معلق آخر بأنه "لو ظهرت هذه الصورة في بلد ديمقراطي لاستقال رئيس الحكومة فورا، لكن رئيس حكومتنا قد ينسبها إلى "العامل البشري"، في إشارة إلى وزير النقل عبد العزيز الرباح الذي عزا أسباب حادثة تيشكا المميتة إلى العامل البشري، بينما زميله المصري استقال فورا عند وقوع حادثة قاتلة في مصر.
وفي الجهة المقابلة، اعتبر معلقون آخرون بأن قسطا رئيسا من المسؤولية عن الوضع الذي بدا فيه الشاب في الصورة يعود إلى الشباب ذاته، حيث إنه في كثير من الأحيان يركن بعض الشباب إلى التكاسل والتواكل على الغير من أجل لقمة العيش، حتى إذا لم يجدوا من يعيلهم لجئوا إلى الشارع غما لتعاطي المخدرات والخور أو للتسكع والتشرد والمبيت في الطرقات.
واستطرد معلقون بأنه "لا يمكن تحميل الحكومة مسؤولية كل شيء مختل في هذه البلاد، لأن هذا من مؤشرات الهروب من المسؤولية والمحاسبة الذاتية لإلقاء التهم جزافا على مشجب الغير، ذلك أن المسؤولية في مثل هذه الأوضاع مشتركة بين جميع الأطراف، وربما كان الشاب نفسه راغبا ومستمتعا بالحال الذي يعيشه رفقة الكلاب"